قد تسلط دراسة جديدة الضوء على أصل البنية الغامضة الشبيهة بالعنكبوت والتي تم اكتشافها على قمر المشتري يوروبا في عام 1998. وقد يكون هذا التكوين أساسيًا لفهم العمليات التي تحدث على القمر الجليدي، ويمكن أن يكون له أيضًا آثار على مهام ناسا المستقبلية، وفقًا لما تقوله كلية ترينيتي في دبلن.

هيكل غامض
وفي مارس 1998، اكتشفت المركبة الفضائية جاليليو، التي كانت تستكشف كوكب المشتري وأقماره، شكلًا شجيريًا غير عادي على أوروبا في وسط فوهة مانان، وهي حفرة جليدية يبلغ قطرها حوالي 22 كيلومترًا.
في البداية، اعتقد العلماء أن هذا الهيكل تشكل بسبب تأثير جاذبية المشتري أو النشاط الحراري المائي على قاع المحيط تحت سطح يوروبا. ومع ذلك، فإن أيا من هذه التفسيرات لا يجيب على جميع الأسئلة.
وتقدم الدراسة، التي نشرت في مجلة علوم الكواكب، تفسيرا آخر: يمكن تشكيل شكل العنكبوت من خلال عملية تسمى “النجمة”. وهذا موجود أيضًا على الأرض. يحدث هذا عندما يذوب الثلج على البحيرات المتجمدة ويتسرب الماء من خلال ثقوب صغيرة في الجليد، مما يخلق أنماطًا فريدة من نوعها.

أنشأ العلماء نموذجًا في ظل ظروف معملية يحاكي تكوين مثل هذا الهيكل على أوروبا. بالإضافة إلى ذلك، أطلقوا على الشخصية الغامضة اسم – دامخان علاء، والذي يُترجم من الأيرلندية على أنه “العنكبوت” أو “الشيطان على الحائط”. الاسم مستوحى من الأساطير السلتية، حيث مانانان هو الإله الذي يحمل اسمه اسم الحفرة.
وقالت لورا ماكيون، المؤلفة الرئيسية للدراسة وعالمة الكواكب في جامعة سنترال فلوريدا: “إن نجوم البحيرة مشهد شائع في البحيرات المتجمدة والبرك المغطاة بالثلوج أو الطين. وهذا يمكن أن يساعد في فهم العمليات التي تحدث في أوروبا، وكذلك في العوالم الجليدية الأخرى في النظام الشمسي”.
الفرق الأساسي
ومع ذلك، على عكس نجوم البحيرة على الأرض، والتي تتشكل عن طريق حركة الماء عبر الجليد، فمن المحتمل أن يكون دمخان علاء قد نشأ نتيجة اصطدام كويكب. أحدث هذا الاصطدام صدعًا في القشرة الجليدية، تسربت من خلاله المياه المالحة إلى السطح، مما أدى إلى ظهور النمط المميز.
بالإضافة إلى ذلك، لاحظ الباحثون أيضًا أوجه التشابه بين “العناكب” الموجودة في أوروبا و”العناكب المريخية” الشهيرة – وهي هياكل الغبار التي تظهر على سطح المريخ. تتشكل هذه التكوينات عن طريق تسامي جليد ثاني أكسيد الكربون. يوضح ماكيون أن أوجه التشابه بين الهياكل الموجودة على الكواكب المختلفة يمكن تفسيرها بالطريقة التي تتدفق بها السوائل عبر الأسطح المسامية.
يمكن أن يساعد هذا البحث في إثراء العمل في مهمة أوروبا كليبر التابعة لناسا، والتي ستصل إلى أوروبا في عام 2030 لدراسة القمر بالتفصيل.
وخلص ماكيون إلى أنه “إذا تم اكتشاف ميزات مماثلة خلال المهمة، فقد يشير ذلك إلى وجود مسطحات مائية تحت السطح، وهو ما سيكون مهمًا للبحث عن حياة خارج كوكب الأرض”.